أفاد باحثون أن المدرسة لا تجعل الشخص أكثر ذكاءً فحسب، بل يمكنها أيضًا مساعدته على العيش لفترة أطول.
![التعليم يؤدي إلى حياة أطول وأكثر صحة التعليم يؤدي إلى حياة أطول وأكثر صحة](https://www.friendsview.org/wp-content/uploads/2020/04/61dfc9d3-gettyimages-946480004.jpg)
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الحاصلين على قدر أكبر من التعليم يميلون إلى التقدم في السن بشكل أبطأ ويعيشون حياة أطول مقارنة بالأشخاص الأقل تعليما.
ترتبط مستويات التعليم الأعلى بشكل كبير بتباطؤ وتيرة الشيخوخة وانخفاض خطر الوفاة، وفقًا للتقرير الذي نُشر في الأول من مارس في مجلة JAMA Network Open.
في الواقع، تظهر النتائج أن كل عامين من التعليم الإضافي يترجم إلى تباطؤ وتيرة الشيخوخة بنسبة 2٪ إلى 3٪. وهذا يتوافق مع انخفاض خطر الوفاة المبكرة بنسبة 10٪ تقريبًا.
وقال الباحثون إن هذه هي الدراسة الأولى التي تربط بين التحصيل التعليمي وسرعة الشيخوخة وتوقيت الوفاة.
وقال الباحث البارز دانييل بيلسكي، الأستاذ المشارك في علم الأوبئة في كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك: “لقد عرفنا منذ فترة طويلة أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من التعليم يميلون إلى العيش حياة أطول”.
وأضاف بيلسكي في بيان صحفي للجامعة: “لكن هناك مجموعة من التحديات في معرفة كيفية حدوث ذلك، والأهم من ذلك، ما إذا كانت التدخلات لتعزيز التحصيل التعليمي ستساهم في طول العمر الصحي”.
في هذه الدراسة، اعتمد الباحثون على بيانات من دراسة فرامنغهام للقلب، وهو مشروع مستمر بدأ لأول مرة في عام 1948 يتتبع صحة السكان من مدينة فرامنغهام، ماساتشوستس. وتمتد هذه الدراسة الآن إلى ثلاثة أجيال.
لقياس وتيرة الشيخوخة، قام الباحثون بتحليل البيانات الوراثية من المشاركين في دراسة فرامنغهام باستخدام اختبار “الساعة” الجيني الذي يعمل مثل عداد السرعة لعملية الشيخوخة. يقيس هذا الاختبار بشكل أساسي مدى سرعة أو بطء تغير جسم الشخص مع تقدمه في السن.
ثم قارن الباحثون بيانات الشيخوخة الوراثية مع مقدار التعليم الذي حصل عليه كل شخص في الدراسة أكثر أو أقل، مقارنة بوالديه وإخوته.
وقال الباحثون إنه بهذه الطريقة، يمكن للدراسة أن تأخذ في الاعتبار الاختلافات في الخلفيات التعليمية والموارد المالية بين العائلات.
وقالت الباحثة الرئيسية غلوريا غراف، وهي طالبة دكتوراه في علم الأوبئة بجامعة كولومبيا: “إن تصميمات الدراسة هذه تتحكم في الاختلافات بين العائلات وتسمح لنا بعزل آثار التعليم”.
ومن خلال مقارنة بيانات التعليم والشيخوخة بالسجلات التي تشير إلى المدة التي عاشها المشاركون، تمكن الباحثون من ربط وتيرة الشيخوخة الأبطأ بزيادة طول العمر لدى الأشخاص الحاصلين على قدر أكبر من التعليم.
وقال غراف إن الشيخوخة الصحية بين المشاركين ذوي التعليم الأفضل تفسر ما يصل إلى نصف تأثير التعليم على خطر الوفاة.
وقال غراف: “تدعم النتائج التي توصلنا إليها الفرضية القائلة بأن التدخلات الرامية إلى تعزيز التحصيل التعليمي سوف تبطئ وتيرة الشيخوخة البيولوجية وتعزز طول العمر”.
ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد هذه العلاقة وشرح لماذا يساعد التعليم الشخص على التقدم في العمر بطريقة أكثر صحة، كما قال بيلسكي.
وقال بيلسكي: “في نهاية المطاف، هناك حاجة إلى أدلة تجريبية لتأكيد النتائج التي توصلنا إليها”.
مصدر المعلومات: جامعة كولومبيا، بيان صحفي، 1 مارس 2024
Discussion about this post